مثَّلت مجموعة فاغنر -وهي شركة أمنية خاصة روسية- مرحلة مهمة من تاريخ الوجود العسكري الروسي المعاصر في أفريقيا، وأبرز أدوات السياسة الخارجية الروسية في بعدها الأمني، فإلى جانب أدوار فاغنر الأمنية في أفريقيا عملت بصورة مباشرة على تعزيز مصالح روسيا في أفريقيا سياسيًا واقتصاديًا، بيد أن تمرد رئيسها (يفغيني بريغوجين) على الحكومة الروسية برئاسة (فلاديمير بوتين)، ومن ثم مقتل (يفغيني بريغوجين) إلى جانب كبار قادة فاغنر في حادث تحطم الطائرة أدى إلى نهاية فاغنر، ومثل في الوقت ذاته بداية جديدة للسياسة الروسية تجاه أفريقيا في بعدها الأمني تحديدًا، ويتمثل ذلك بإنشاء الفيلق الأفريقي المدعوم مباشرة من وزارة الدفاع الروسية واستخباراتها العسكرية، والذي انضم اليه معظم عناصر فاغنر في أفريقيا، وتزامن ذلك أيضاً مع انشاء وكالة اعلام روسية مختصة بالشؤون الأفريقية تعرف باسم المبادرة الأفريقية، ومهمتها الأساسية الدعاية لروسيا، ودعم الفيلق الأفريقي.