مثّلت الثقافة والمعرفة على طول خط البشرية الركيزة الأساس التي ابتنيت عليها الحضارات، ولذا عُدّ اختراع الحِرَف حدثاً لبزوغ فجر التاريخ للبشرية في مسيرتها الإنسانية.
ولما كانت البحوث والدراسات واحدة من أهم الركائز التي تستند عليها قافلة المعرفة، وكانت وصايا الدين تدعو إلى معرفة الآخر تحقيقاً للغاية الإلهية بجعلهم شعوبا وقبائل. فقد كانت رسالة مركزنا للآخرعن طريق الوسيط الاكاديمي ليكون هو كاتب الرسالة وحاملها والحادي الذي يحدو نوق المعرفة لها.
بسم الله الرحمن الرحيم
مازالت مجلة دراسات إفريقية الصادرة عن مركز الدراسات الإفريقية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، مازالت تغذّ السير وتحثّ الخطى في مسيرتها العلمية والفكرية والثقافية في مجال عملها ودائرة اهتمامها ألا وهي القارة الإفريقية، هذا القسم العزيز من عالمنا الفسيح الذي حباه الله سبحانه بمواهب جمّة، لم تجتمع لغيره من أرجاء المعمورة، فموارد القارة غزيرة ومتنوّعة، فهي غنية بالنفط والغاز والمعادن، والغابات والموارد الطبيعية، والأنهار الكبيرة الممتدّة عبر القارة التي تعدّ مصدراً لمياه الشرب والزراعة، وإنتاج الطاقة.